ما أن يَتَفَتّق ثَغْرُ شهرِ رمضان المُعظم عن ابتسامته السنوية الجميلة، مُتمثلةً في ظهور هلاله المبارك، حتى تَتحرك هِمَمُ الصالحين من عباد الله للدخول في حَلَبةِ تنافسٍ شريف، يبغُون به الوصول إلى الرُّتَب السَّنِيّة، والمنازل العَلِيّة عند ربِّ البرية سبحانه.
ولم تكن المرأة المسلمة في يوم من أيام تاريخ الأمة، بِمَعْزِل عن ذلكم التنافس، بعد أن أنقذها دين الله، من أوحال عقيدةِ دينٍ محرَّف، وفكر منحرف، زعم أهلهما أن العبادة لا تصح من المرأة، وأنها إنما خُلقت لخدمة الرجل!!
بل سجّل التاريخ بفخر وتقدير، تَفَوُّق كثير من النساء، على كثير من الرجال في هذا المجال المبارك...
ولئن حفظت لنا سِيَرُ سلفنا الصالح عليهم الرضوان، مناقب عبد الله بن عمرو رضي الله عنه في ذلك، فقد حفظت أيضا اجتهاد زينب بنت جحش رضي الله عنها:
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرو قَالَ: "أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّني أقُولُ: لَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ وَلَأَصُومَنَّ النَّهَارَ مَا عِشْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "آنْتَ الَّذِي تَقُولُ ذَلِكَ؟" فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قُلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؛ فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَنَمْ وَقُمْ، وَصُمْ مِنْ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؛ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ"، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: "صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ"، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام، وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ"، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ" [متفق عليه].
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: "دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" قَالُوا: لِزَيْنَبَ؛ تُصَلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ"،فَقَالَ: "حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ، قَعَدَ" [متفق عليه].
فهاتان القصتان تُبَيِّنان كيف كان الصحابة رضي الله عنهم -رجالا ونساء- يجتهدون في التعبد، تقربا إلى الله ورغبة فيما عنده من عظيم الأجر، وجزيل الثواب.
وقد أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، مع إرشادهم إلى الاعتدال وعدم الغلو.
وفي التنزيل العزيز تزكية لأهل هذا الهدي، وبيان لفضلهم وثواب عملهم: قال الله تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة 112]، ومعنى السائحون: الصائمون.
وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} [الفرقان 64].
وقال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج 77].
وعن رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: "كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: "سَلْ"، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: "أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ"، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: "فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ" [رواه مسلم].
فهذه النصوص تَحُثّ على أنواع من التعبد، وتُبَيِّن ما فيها من الأجر والثواب.
لكن ذلك كلُّه مقيَّدٌ بالقدرة وعدم تكليفِ النفس ما لا تطيق، كما يدل على ذلك خبرا عبد الله وزينب السابقان:
وعن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتِ مَرَّتْ بِهَا وَعِنْدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: "هَذِهِ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ"،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَنَامُ اللَّيْلَ؟! خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لَا يَسْأَمُ اللَّهُ حَتَّى تَسْأَمُوا" [متفق عليه].
كما أنّ هذا الباب مُقَيد بعدم تضييع غيره من حقوق الله تعالى وحقوق عباده، وقد يكون فيها ما هو أولى:
عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: "مَا شَأْنُكِ؟!" قَالَتْ: "أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا"،فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فَقَالَ: كُلْ، قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ، ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ: "قُمْ الْآنَ". فَصَلَّيَا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: "إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ"، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَدَقَ سَلْمَانُ" [رواه البخاري].
وكثرة التعبد ترقٍّ في درجات المستحبات، فلا يستقيم إلا بعد ترك المنهيات وفعل الواجبات.
ومِن أهم ما تُنَبَّه عليه المرأة في هذا السياق، أن لا تُخِلَّ بجانب المعاملة، وبعضُ المتعبدين يغتر بما هو عليه من عبادة واجتهاد، حتى يُوَرِّثَه الغرورُ كِبراً وسوءَ خلق، فلا يتورع عن أذية الناس وظلمهم، وهذا من أخطر ما يكون:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله! إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصّدّق، وتؤذي جيرانها بلسانها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا خير فيها؛ هي من أهل النار" [رواه أحمد بإسناد صحيح].
وعلى المرأة وهي في شِرَّة التعبد، أن تحرص على الأصل العظيم والركن المتين، ألا وهو لزوم السنة واجتناب البدعة، وأن لا تتقرب إلى فاطرها سبحانه إلا بما شرع من أنواع التعبد، إذ الأمر توقيفي، لا مجال فيه للاجتهاد التشريعي:
عن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" [رواه مسلم]، أي: من تقرب بعبادة لم يتقرب بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، فتقرُّبه مردود عليه، لا يقبله الله، بل هو معرض للعقاب، كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" [رواه مسلم].
فالزمي أيتها العابدة الوارد دون غيره، واعلمي أنّك مطالبةٌ بهذا، في أصل العبادة، وفي صفاتها، وسائر قيودها:
فكما أنك منهيةٌ عن ابتداعِ صلاةٍ لم يأت بها نصّ، فإنك منهية عن ابتداع قيدٍ في صلاةٍ مشروعة؛ سواء كان القيدُ في الزمان أو المكان أو العدد..وهكذا في سائر العبادات من: صيامٍ وحجٍّ وتلاوةٍ وذكرٍ ..إلخ.
وبه يظهر لكِ خطأ مشايخ الصوفية الذين يُشَرِّعون لِمُريديهم أذكارا بصفات وقيود لم تثبت بنص، وقد يُلْزِمونهم بها!
فهذا ابتداعٌ في الدين، وتشريعٌ لِمَا لم يأذن به ربّ العالمين، قال سبحانه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى 21].
وتأملي معي التوجيه الوارد في هذا الأثر من أحد الأئمة الربانيين، الصحابي الجليل أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
عن أَبِي يَحْيَى قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا: لاَ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعاً، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً، قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً، انْتِظَارَ أَمْرِكَ، قَالَ: أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ، ثُمَّ مَضَى، حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟! قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ، قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هي أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِي بَابِ ضَلاَلَةٍ، قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ، قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْماً يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِى لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِج"ِ [رواه الدارمي 210 بسند صحيح].