آداب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
1- في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر:
يؤمن المسلم بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل مسلم مكلف قادر علم بالمعروف ورآه متروكا، أو علم بالمنكر ورآه مرتكبا، وقدر على الامر أو التغيير بيده أو لسانه.
وأنه من أعظم الواجبات الدينيه بعد الايمان بالله تعالى، إذ ذكره الله تعالى في كتابه العزيز مقرونا بالإيمان به عز و جل، فقال تعالى"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ "[آل عمران110]، وذلك للأدله النقليه السمعيه و العقليه المنطقيه الآتيه:
- الأدله النقليه:
1- أمره تعالى به في قوله:" وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [آل عمران104].
2- إخباره تعالى عن أهل نصرته وولايته بأنهم يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر في قوله:"الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ " [الحج:41] ، وفي قوله: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ "[التوبه71]، وفي قوله سبحانه فيما أخبر به عن وليه لقمان عليه السلام و هو يعظ ابنه:" يا بني أقم الصلاه وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الامور"[لقمان17]، وفي قوله تعالى فيما نعاه بني إسرائيل:" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٧٨﴾ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ "[المائده78،79]، وفي قوله تعالى فيما ذكره عن إسرائيل من أنه تعالى نجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وأهلك التاركين لذلك:"أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ "[الاعراف:165].
3- أمر الرسول صلى الله عليه وسلم به في قوله " من رأى منكم منكرا فليغيروا بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "، وفي قوله:"لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ، ثم تدعونه فلا يستجب لكم".
4- إخباره صلى الله عليه وسلم في قوله:" ما من قوم عملوا بالمعاصي وفيهم من أن ينكر عليهم فلم يفعلوا، إلا يوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده"، وفي قوله الأبي ثعلبه الخشني لما سأله عن تفسير قوله تعالى:" لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ "[المائده:105]، فقال " يا ثعلبه، مر بالمعروف وانه عن المنكر، فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثره وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك، ودع عنك العوام،إن من ورائكم فتنا كقطع الليل المظلم، للمتمسك فيها بمثل الذي أنتم عليه أجر خمسين منكم قيل: بل منهم يا رسول الله قال : لا بل منكم الأنكم تجدون على الخير أعوانا، ولا يجدون عليه أعوانا"، وقوله صلى الله عليه وسلم:" ما من نبي بعثه الله في قلبي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب بأخذون بسنته، و يقتدون بأمره، ثم إنهم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، و يفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبه خردل"، وفي قوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أفضل الجهاد، فقال:" كلمه حق عند سلطان جائر".